نظرة على أداء السوق السعودي لهذا الأسبوع (آراء المحللين بالداخل)

شاشة تداول السوق السعودي

أنهى مؤشر السوق السعودي جلسة الخميس الماضي على ارتفاع بنسبة 0.7 % ليغلق عند 11843 نقطة (+ 76 نقطة)، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 6.5 مليار ريال.

وفيما يتعلق بالنفط، ارتفع خام برنت القياسي يوم الخميس الماضي بنسبة 1.9%، فيما هبط يوم الجمعة الماضية بنسبة 0.5% أو 36 سنتًا إلى 71.61 دولار للبرميل، لكنه أنهى سلسلة خسائر امتدت 3 أسابيع، بعد ارتفاعه منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.75%.

وارتفع خام نايمكس يوم الخميس بنسبة 2.45%، فيما هبط يوم الجمعة الماضية بنسبة 0.45% أو ما يعادل 32 سنتًا إلى 68.65 دولار للبرميل، لكنه أنهى سلسلة خسائر استمرت 4 أسابيع، بعد ارتفاعه خلال تداولات هذا الأسبوع بنسبة 1.45%.

وفيما يخص الأسواق العالمية، صعد مؤشر داو جونز الصناعي الخميس الماضي بنسبة 0.6% أو 235 نقطة، فيما صعد يوم الجمعة بنسبة 0.7% أو 297 نقطة عند 41393 نقطة، ليحقق مكاسب أسبوعية بنسبة 2.6%.

وصعدت أسعار عقود الذهب يوم الخميس الماضي بنسبة 1.5% أو 38.2 دولار، فيما صعدت يوم الجمعة بنسبة 1.15% أو 30.1 دولار عند 2610.70 دولار للأوقية، وهو مستوى قياسي جديد، ليحقق المعدن الأصفر مكاسب أسبوعية 3.4%، منهيًا سلسلة خسائره التي استمرت أسبوعين متتاليين.
 

وقال ميلاد عزار محلل الأسواق المالية لدى XTB MENA إن سوق الأسهم السعودي أنهى تعاملات الأسبوع على تراجع جديد، مسجلاً خسائر للأسبوع الثالث على التوالي بنسبة 2.12%. وقد يظل السوق تحت الضغط نظرا لوصول أسعار النفط إلى أدنى مستواها هذا العام خلال هذا الأسبوع، مما ألقى بظلاله على معنويات المستثمرين نظراً  لتأثيره المحتمل على النمو الاقتصادي السعودي والميزانية العامة. ويأتي ضعف أسعار النفط مع تزايد التوقعات بتراجع الطلب من اقتصادات كبرى مثل الصين والولايات المتحدة. كما أضافت بيانات التضخم، التي صدرت خلال الأسبوع، جرعة جديدة من عدم اليقين في السوق، لا سيما مع ترقب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، والذي قد يمثل بداية دورة التيسير للفيدرالي، مما قد يدفع البنوك المركزية الخليجية إلى اتباع نهج مماثل. وفي حال عدم انتعاش أسعار النفط قريباً، قد يواجه سوق الأسهم السعودي مزيداً من التحديات.

وأضاف في لقاء مع أرقام: أما على الصعيد الفني، فقد أنهى المؤشر الرئيسي "تاسي" تداولاته عند مستوى 11842 نقطة، مُسجلاً انخفاضًا من مستوى 12099 نقطة الذي بلغه الأسبوع الماضي. وفي حال استمرار ضغوط البيع،  فإن مستويات الدعم القادمة تقع عند 11800 نقطة، وفي حالة كسرها، قد يكون مستوى 11500 مستوى الدعم التالي. أما في حالة عودة السوق إلى الارتفاع، فإن مستوى 12000 نقطة سيشكل مستوى مقاومة أول، يليه مستوى مقاومة آخر عند 12300 - 12400 نقطة. 

وقال: شهدت معظم القطاعات تراجعاً خلال الأسبوع، وكان قطاع البنوك من بين الأكثر تأثراً. حيث سجلت أسهم رئيسية مثل البنك الأهلي السعودي، بنك الإنماء، البنك السعودي الأول، والبنك العربي الوطني انخفاضات حادة. واستمر قطاع الطاقة في اتجاهه الهبوطي، حيث ضغط سهم أرامكو على القطاع مع استمرار ضعف أسعار النفط. كما واصل قطاع المواد الأساسية تراجعه، حيث كان سهم معادن من بين الأسهم الأكثر انخفاضاً هذا الأسبوع.

وفي سياق التطورات الاقتصادية، تشير البيانات الأخيرة الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء "GASTAT" إلى إشارات مشجعة لجهود التنويع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية. حقق القطاع غير النفطي نمواً بنسبة 4.9% على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2024، مع تصدر قطاع الخدمات المالية والتأمينية بنسبة نمو بلغت 7.1%. يتماشى هذا الأداء مع أهداف رؤية 2030 التي تسعى لتقليل الاعتماد على النفط. ومع ذلك، شهد الناتج المحلي الإجمالي انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.3% على أساس سنوي، نتيجة تراجع الأنشطة النفطية بنسبة 8.9%. يبرز هذا التحدي المستمر في تحقيق التوازن بين تقليص إنتاج النفط وتحقيق النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن التوسع المستمر في القطاعات غير النفطية، خاصة القطاع المالي والأنشطة الحكومية، يعكس مرونة استراتيجية التنويع في المملكة العربية السعودية، وذلك رغم التحديات الاقتصادية العالمية وتقلبات سوق الطاقة.