الأسوأ أداءً في وول ستريت .. كيف فقدت تسلا 250 مليار دولار من قيمتها في 3 أشهر؟

19/3/2024

يتعرض سهم شركة "تسلا" لموجة مستمرة من الهبوط منذ بداية عام 2024، ليتصدر قائمة أسوأ الأسهم أداءً في مؤشر"إس آند بي 500" للأسهم الأمريكية.

 

وتعاني صانعة السيارات الكهربائية أزمات مختلفة تتضمن المنافسة الكبيرة مع المنتجين الصينيين وتراجع هوامش الأرباح وسط ضعف السوق العام.

خسائر حادة للسهم

 

- أنهى سهم "تسلا" عام 2023 بمكاسب تتجاوز 100%، وسط حالة من التفاؤل حيال الإيرادات والتسليمات القياسية للشركة.

 

 

- لكن منذ بداية العام الجاري، تعرض سهم "تسلا" لخسائر حادة بفعل العديد من العوامل السلبية المتعلقة بالشركة والمخاوف المتعلقة بسوق المركبات التي تستخدم البطاريات.

 

- أنهى سهم "تسلا" جلسة الخامس عشر من مارس عند مستوى 163.5 دولار، ليظل قرب أدنى مستوياته في 10 أشهر.

 

- أصبح سهم "تسلا" الأسوأ أداءً في مؤشر "إس آند بي 500" منذ بداية العام الجاري، بعد هبوط بنحو 34%.

 

- بلغت القيمة السوقية لشركة "تسلا" نحو 520.9 مليار دولار حتى السابع عشر من مارس، ما دفعها للهبوط في قائمة أكبر الشركات عالمياً إلى المرتبة الخامسة عشرة.

 

- يعتبر سهم "تسلا" أقل بنحو 60% من الذروة المسجلة في نوفمبر 2021 عند 407 دولارات.

 

- فقدت صانعة السيارات الكهربائية نحو 250 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ بداية عام 2024، وهو ما يعادل قيمة شركة "نتفليكس" بأكملها على سبيل المثال.

 

 

أداء مالي ضعيف

 

- بدأت صدمات مستثمري "تسلا" في يناير الماضي، مع إعلان الشركة تحقيق أرباح وإيرادات أقل من التوقعات خلال الربع الأخير من العام الماضي، وهو الفصل الثاني على التوالي الذي يأتي دون تقديرات المحللين.

 

- كما تراجعت الهوامش التشغيلية إلى 8.2% في الربع الرابع من 2023 مقابل 16% في نفس الفترة من 2022.

 

- من جانبه، حذر الرئيس التنفيذي للشركة "إيلون ماسك" من أن النمو سيكون أقل كثيرًا في هذا العام.

 

- بالفعل، انخفضت مبيعات "تسلا" في الصين خلال شهر فبراير الماضي إلى 60.3 ألف وحدة، بهبوط 19% على أساس سنوي، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر 2022.

 

- كما توقف إنتاج مصنع "تسلا" بالقرب من برلين الألمانية لمدة أسبوع، بسبب انقطاع الطاقة الكهربائية في عمل متعمد من قبل نشطاء يساريين.

 

- حققت كل أسهم "العظماء السبع" باستثناء "تسلا"، وهي "آبل" و"أمازون" و"ميتا" و"ألفابت" و"مايكروسوفت" و"إنفيديا" نموًا للأرباح مكونا من خانتين أو ثلاث في الربع الرابع من العام الماضي.

 

- في حين شهدت "تسلا" تراجعًا في الأرباح بنسبة 40% في آخر ثلاثة أشهر من 2023 على أساس سنوي.

 

تباطؤ الطلب وحرب الأسعار

 

- جاء الأداء المالي المخيب للآمال لشركة "تسلا" ليعكس الوضع الصعب لسوق السيارات الكهربائية وتصاعد المنافسة بين المنتجين.

 

- يشهد سوق السيارات الكهربائية حالة من تباطؤ الطلب من جانب المستهلكين، وسط تراجع الحماس المرتبط بالمركبات صديقة البيئة.

 

- تراجعت أسعار السيارات الكهربائية المستعملة بنحو 16.4% في يناير الماضي على أساس سنوي، بحسب مؤشر "مانهايم".

 

- في الصين، انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية بنحو 38% في يناير، وهو أول هبوط شهري منذ أغسطس 2023.

 

- قال "مارين جيجا" الرئيس التنفيذي للعمليات لوحدة السيارات الكهربائية في "فورد" إن ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية بقوة في عامي 2021 و2022 كان صعودًا مؤقتًا، مشيرًا إلى أن المبيعات لا تزال تنمو ولكن ليس بالمعدل الذي كان متوقعًا.

 

 

تباطؤ وتيرة نمو مبيعات السيارات الكهربائية

 

- بينما ذكر "بريان جاكوبسن" كير الاقتصاديين في "أنيكس ويلث مانجمنت" أن معدلات الفائدة المرتفعة وأسعار النفط المعتدلة ساهمت في تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية.

 

- قلصت شركة "مرسيدس" الألمانية في الشهر الماضي رؤيتها بشأن الطلب على السيارات الكهربائية، مشيرة إلى أنها ستقوم بتحديث خطوط إنتاج السيارات العاملة بمحركات البنزين على مدى العقد المقبل.

 

- كما خفضت شركتا "ريفيان" و"لوسيد" توقعاتهما للإنتاج في إجمالي العام الجاري لأقل من تقديرات المحللين، مع إعلان الأولى خفض القوى العاملة بنحو 10%.

 

- أعلنت شركة "فيسكر  Fisker" توقف إنتاجها من السيارات الكهربائية لمدة ستة أسابيع، مع خطة لجمع تمويل من خلال بيع ديون قابلة للتحويل، بعد التعثر عن سداد فوائد ديون.

 

- مع تباطؤ المبيعات، اتجهت شركات تصنيع السيارات الكهربائية حول العالم لخفض أسعارها بشكل متبادل خلال الأشهر الأخيرة، للحصول على ميزة تنافسية تساعدها على زيادة مبيعاتها أمام المنافسين.

 

- قامت "تسلا" على مدار أكثر من عام بخفض أسعار بيع سياراتها عالمياً، للتعامل مع المنافسة القوية من جانب شركات أخرى، خاصة في الصين، ولتلافي ارتفاع المخزون.

 

 

- نجحت عمليات خفض الأسعار في دعم ارتفاع تسليمات "تسلا" من السيارات بنحو 38% في العام الماضي، لكن الزيادة جاءت أقل من المستهدف السنوي للنمو من جانب الشركة والبالغ 50%.

 

- شهد الربع الرابع من العام الماضي فقدان "تسلا" ريادة مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم لصالح "بي واي دي" الصينية.

 

- حذر "إيلون ماسك" الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" من أن الشركات الصينية ستحقق نجاحًا كبيرًا خارج الصين، مشيرًا إلى أنه في حال عدم وضع حواجز تجارية، فإن هذه الكيانات سوف تلتهم معظم شركات السيارات الأخرى.

 

توقعات متشائمة

 

- أبدى العديد من المحللين توقعات سلبية بشأن آفاق أعمال "تسلا"، ما قد يلقي بظلال قاتمة إضافية على سهم صانعة السيارات الكهربائية.

 

- توقع "كولين لانجان" المحلل في "ويلز فارجو" ألا تحقق "تسلا" أي نمو يذكر هذا العام، بفعل زيادة المنافسة وعمليات التسليم المخيبة للآمال واستمرار خفض الأسعار.

 

- يعتقد المحلل أنه رغم الهبوط الأخير لسهم "تسلا"، فإنه لا يزال يبدو أعلى من قيمته الحقيقية بالمقارنة مع الأرباح والإيرادات الفعلية للشركة.

 

- رغم هبوط سعر سهم "تسلا"، فإنه لا يزال يمتلك أعلى معدل سعر إلى الربحية بين شركات "العمالقة السبع" عند 55 مرة حتى الخامس عشر من مارس، لكن بانخفاض من 65 مرة في التاسع والعشرين من فبراير.

 

 

- خفض "ويلز فارجو" توصيته لسهم "تسلا" إلى "خفض الوزن" مع تقليص السعر المستهدف للسهم من 200 دولار إلى 125 دولارا.

 

- كما خفض بنك "يو بي إس" توقعاته لسهم "تسلا"، حيث ذكر محللون أن المخاوف تتزايد مع تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية واستحواذ المنافسين من الصين على حصة أكبر من أي وقت مضى.

 

- يعتقد محللو البنك أن السعر المستهدف لسهم "تسلا" يبلغ 165 دولارا مقارنة بنحو 225 دولارا سابقًا.

 

- خفض "يو بي إس" توقعاته لتسليمات "تسلا" من السيارات إلى 432 ألف وحدة في الربع الأول من العام الجاري من التقديرات السابقة عند 466 ألف وحدة.

 

- كما قلص البنك توقعاته لإجمالي تسليمات الشركة في عام 2024 إلى 1.96 مليون وحدة من 2.02 مليون وحدة سابقًا.

 

- تشير توقعات "وول ستريت" إلى أن نصيب سهم "تسلا" من الأرباح سيبلغ 3.02 دولار في عام 2024، ما يمثل هبوطا 2% مقارنة بأرباح 2023 البالغة 3.12 دولار، بحسب "فاكتست".

 

- كما لم يستبعد "آدم جوناس" المحلل في "مورجان ستانلي" احتمالية أن تخسر "تسلا" أموالاً هذا العام، بفعل استمرار مشكلات الطلب على المركبات الكهربائية.

 

- بشكل عام، تضع 10 من 48 شركة وساطة توصية بـ"البيع" أو "البيع بشدة" على سهم "تسلا"، بحسب بيانات "إل إس إي جي".

 

ضوء في نهاية النفق؟

 

- لكن على الجانب الآخر، لا يزال متوسط توصيات "وول ستريت" لسهم "تسلا" عند "الاحتفاظ"، مع توقعات بعض المحللين بانتهاء التراجع في الطلب على السيارات الكهربائية في وقت لاحق من هذا العام.

 

 

- قال "دان إيفز" المحلل في شركة "ويدبوش" إن هناك شعورًا من خلال بيانات صناعة السيارات الكهربائية بأن حروب الأسعار بدأت تخفت بشكل واضح.

 

- حافظ "إيفز" على تصنيف "التفوق على أداء السوق" لسهم "تسلا" مع سعر مستهدف يبلغ 315 دولارا للسهم، مبدياً تفاؤله بشأن ارتفاع عمليات تسليم السيارات من جانب الشركة على مدار العام مع قرب انتهاء تخفيضات الأسعار وتعافي الطلب.

 

- يرى المحلل أن معادلة المخاطرة في مواجهة العائد تبدو مقنعة للغاية عند هذه المستويات، مع خطط استخدام الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية الكاملة التي قد تشكل خطوة كبيرة لشركة "تسلا".

 

- كما يتوقع "جاريت نيلسون" نائب رئيس شركة "سي إف آر إيه" وصول سعر سهم "تسلا" إلى 275 دولارا، ما يمثل زيادة متوقعة 68% مقارنة بإغلاق جلسة الجمعة الماضية.

 

- يعتقد "نيلسون" أن الهبوط الحاد لسهم صانعة السيارات الكهربائية لا يتعدى كونه حركة تصحيحية مبالغ فيها، مشيرًا إلى أن "تسلا" لا تزال أفضل الخيارات الممكنة في صناعة المركبات العاملة بالبطاريات.

 

- بالفعل، رفعت صناديق شركة "آرك إنفيست" التي تديرها المستثمرة "كاثي وود" حيازتها من سهم "تسلا" استغلالًا للهبوط المستمر للسهم مؤخرًا.

 

- اشترى صندوق "آرك إنفيسمنت مانجمنت" نحو 216.6 ألف سهم في "تسلا" خلال الأسبوع الماضي، بعد شراء 143.3 ألف سهم في الأسبوع السابق له.

 

المصادر: نتائج أعمال تسلا - سي إن إن – سي إن بي سي – إنفيستورز بيزنس ديلي – رويترز – بيزنس إنسايدر

جميع الحقوق محفوظة @ 2019
Powered By : Idea World Web
عرض اليوم